Category

برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش

دعم الأنشطة الزراعية والثروة الحيوانية في عدة محافظات سورية بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة

By | برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش, أخر الأخبار

إن المرء ليعجب من إرادة السوريين في الصمود وتصميمهم على متابعة الحياة أمام حرب طاحنة لا تزال مستمرة منذ ما يزيد عن سبع سنوات أتت فيها على معظم البنى التحتية في العديد من مناطق سوريا، وصار عسيرا على السوريين دفع عجلة الإنتاج وتأمين لقمة العيش في ظل هذه الظروف الصعبة. نعم إن الحاجة ملحّة للاستجابة الطارئة بالمعونات الغذائية والمأوى وسلال النظافة والسلال الشتوية لأكثر من 6.1 مليون نازح داخلي وخاصة مع ارتفاع وتيرة المعارك في الآونة الأخيرة والتي أدت لنزوح نحو 300 ألف مدني في محافظة إدلب. بالإضافة لنزوح عدد كبير من ريف دمشق وريف حمص الشمالي. إلا أنّ معظم السوريين يفضلون إنتاج محاصيلهم وكسب أرزاقهم بأيديهم عن مجرد الحصول على سلال المعونة الغذائية، وهذا ما دفع بالعديد من المنظمات الإنسانية إلى إقامة مشاريع دعم قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش بطريقة تتيح للناس الحصول على لقمة العيش الكريمة وبشكل مستدام.

وأبلغ مثال على ذلك هو المشروع الذي أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتمكين الأسر الأكثر حاجة من النازحين والمجتمعات المضيفة لهم في عدد من المحافظات السورية من خلال دعم الأنشطة الزراعية ودعم قطاع الثروة الحيوانية، ويجري تنفيذ المشروع بالتعاون مع مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية.

يتألف المشروع من قسمين رئيسيين، القسم الأول هو دعم الأنشطة الزراعية في ريف حلب الغربي ومنطقة قلعة المضيق في محافظة حماه, أما القسم الثاني فهو دعم قطاع الثروة الحيوانية في محافظة درعا وفي منطقة اعزاز في ريف حلب الشمالي.

فيما يخص دعم الأنشطة الزراعية فهو يقوم على مرحلتين: الأولى، تم فيها دعم  3390 أسرة مقيمة و3390 أسرة نازحة من خلال توزيع البذار الكافية لزراعة 3.5 دونم من الخضار الصيفية (بندورة – فليفلة – باذنجان – خيار) وذلك بمعدل 3 دونم للعائلات المستضيفة الأكثر احتياجا و0.5 دونم (حدائق منزلية للأسر النازحة) ويتم إقامة علاقة بين المستفيدين المستضيفين والنازحين من خلال إعطاء افضلية للسكان المستضيفين الذين يوافقون على إعطاء 0.5 دونم من أرضهم لعائلة نازحة بدون مقابل لزراعتها كحديقة منزلية للخضار الصيفية السابقة ليقوموا بدورهم بزراعتها، كما تشمل المدخلات الزراعية التي يقدمها فريق المشروع أسمدة متوازنة (NPK) ومبيدات للآفات الزراعية وقسيمة وقود (مازوت) لدعم الري التكميلي بقيمة 60 ليتر لكل مستفيد.

أما المرحلة الثانية لدعم الأنشطة الزراعية من المشروع : تقوم فيها منظمة إحسان بتقديم البذار الكافي لزراعة 5 دونم لكل مستفيد بمعدل 25 كغ للدونم تقدَّم إلى 3390 مستفيد، موزعة بحسب درجة أهمية محصول القمح بكل منطقة وتوفر المساحات وعدد السكان وتوافر المصادر الطبيعية وبشكل خاص مصادر مياه الري، كما يتم دعم المستفيدين بسماد مركب NPK بمعدل 15 كغ للدونم الواحد بحيث يحقق احتياجات محصول القمح خلال كافة مراحله البيولوجية. بالإضافة إلى تقديم مبيدات للآفات الزراعية وتوزيع قسائم وقود لدعم الري التكميلي للأسر المقيمة والنازحة. وكذلك ستقام دورات تشمل التدريبات التقنية والفنية للمزارعين المستهدفين لزيادة مهاراتهم المعرفية عن أفضل الممارسات الزراعية لزراعة محاصيل القمح، إذ ستكون متزامنة مع الممارسات الزراعية الأساسية.

وفيما يقوم القسم الثاني من المشروع بدعم الثروة الحيوانية على محورين: المحور الأول توزيع 4020 نعجة وعلف يكفيها لثلاث أشهر لـ 2010 أسرة (بمعدل نعجتين لكل أسرة) في منطقتي اعزاز ودرعا، مع تأمين  الأعلاف بنوعيها (مركّبة ومالئة) واللقاحات والأدوية والعناية البيطرية المجّانيّة الكاملة لهذه الأغنام.

والمحور الثاني تقديم 100 بقرة فريزيان حلوب مع أعلاف بنوعيها (مركّبة ومالئة) تكفيها لمدة شهرين متتاليين لـ 100 أسرة مستفيدة في المناطق المذكورة، كما يتم توفير الأدوية واللقاحات اللازمة والإشراف البيطري الكامل لهذه الأبقار، على أن تتم مراقبتها من قبل المشرفين على المشروع لمدة ستة أشهر، وسيتم خلال هذه الفترة أخذ جزء من الحليب (5 كغ) من كل بقرة بشكل يومي وتوزيعه لـ 100 أسرة نازحة في نفس المناطق المستهدفة. وخلال فترة تنفيذ المشروع يجري رفع المستوى الفني للمستفيدين والمتعلق بالرعاية السليمة للمواشي من خلال تنفيذ تدريبات تقنيّة سيقوم بها مختصّون بالثروة الحيوانية، في مناطق تنفيذ المشروع في كل من حلب ودرعا.

من جانبه عبر د.مصطفى مدير المشروع في مؤسسة إحسان عن أهمية هذه الخطوة بقوله: “إن حاجة الناس في سوريا لم تعد مقتصرة على طلب القوت من خلال سلة الغذاء الشهرية، بل إن حاجتهم للشعور بقدرتهم على الإنتاج أصبحت دافعاً لهم للصمود في وجه الظروف القاسية التي يواجهونها. وإن المشروع الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية هو خطوة غاية في الأهمية في الاتجاه الصحيح نحو تمكين الناس من قدرتهم على تأمين قوت يومهم والعيش بكرامة”.

فريق إحسان يواصل تنفيذ مشروع إعادة تأهيل فرن محمبل الآلي في محافظة إدلب

By | برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش, أخر الأخبار

لطالما كان الخبز هو الغذاء الرئيسي لدى الشعوب عامة ولدى السوريين بشكل خاص، فالسوريين ربما هم أكثر الناس الذين يقدرون ويستشعرون نعمة الخبز، حتى أن أي إنسان سوري لو رأى كسرة خبز ملقاة على الأرض فإنه سيسرع ليأخذها ويمسح عنها الغبار وربما قبلها ورفعها فوق رأسه قبل أن يضعها جانبا في مكان مرتفع لا تدوس فيه أقدام المارين. نعمة الخبز صارت منالا صعبا لدى الكثيرين في سوريا اليوم بعد أن أنهكت سنوات الحرب العجاف البنى التحتية وأتت على معظم المنشآت الغذائية فيها وتسببت في خروج عدد كبير من الأفران والمخابز عن الخدمة بسبب استهدافها بالقصف خاصة في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري.

العم أبو رامي أحد سكان محافظة إدلب شمال سوريا، يقوم يوميا بقطع مسافة تزيد عن 15 كم فقط ليتمكن من تأمين ربطة خبز لأسرته، وقد عبر عن حجم الصعوبات التي تواجهه قائلا: ” أحيانا أقوم بقطع المسافة مشيا على الأقدام، صحيح بأنه أمر مرهق ولكنني لا أمتلك أجرة المواصلات دوماً” ويتابع قوله: ” اعتدت على إحضار الخبز من المخبز الموجود في بلدتي ولكنه خرج عن الخدمة بسبب الأضرار التي تعرض لها من القصف منذ أكثر من 4 سنوات”

وسعياً منها نحو تعزيز الأمن الغذائي ودعم سبل العيش لأشد الناس حاجة في سوريا تقوم مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية بالتعاون مع منظمة WHH الألمانية بتنفيذ عدد من مشاريع تأهيل المخابز في الشمال السوري وبتمويل من وزارة الخارجية الألمانية. حيث يعمل فريق مؤسسة إحسان في محافظة إدلب على إعادة تأهيل وتجهيز فرن محمبل الآلي والذي يقوم بتقديم الخدمة لـ 11 بلدة في منطقة أريحا من خلال تأهيل وإصلاح الآلات المتضررة وترميم مبنى الفرن، مما سيساهم بتأمين مادة الخبز لأكثر من 20 ألف نسمة من سكان المنطقة وبطاقة إنتاج تصل لنحو 5.5 طن من الخبز يومياً.

الجدير بالذكر بأن مؤسسة إحسان قد قامت حتى الآن بتأهيل 4 أفران آلية في كل من بلدتي محمبل وكفرنبل في محافظة إدلب وبلدتي الرستن وتلبيسة في محافظة حمص.

زراعة الحدائق المنزلية والتدريب، هذه هي أهم الجوانب في مشروع إحسان الجديد لدعم الزراعة

By | برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش, أخر الأخبار

في سوريا التي كانت وما تزال تعاني من حرب مستمرة لما يزيد عن سبع سنوات تجاوز فيها عدد الضحايا 500 ألف سوري، وتسببت في تشريد نصف السكان، وتضرر الدعامة الاقتصادية والزراعية في واحدة من أقدم بلدان العالم التي عرفت الزراعة وازدهرت فيها. ومنذ فترة ليست ببعيدة وقبل اندلاع الأحداث الأخيرة كانت الزراعة تشكل ربع الناتج المحلي وتعمل فيها ربع القوى العاملة في سوريا.

إلا أن الحرب والقصف الممنهج في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري منذ 2011 قد دمرت البنية التحتية فيها كقنوات الري وصوامع الحبوب وغياب المنظومة الحكومية التي كانت مصدر تزويد المزارعين بالحبوب الزراعية وأنظمة التصريف للأسواق المحلية. كل ذلك أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في تلك المناطق.

مؤسسة إحسان والتي تهدف إلى تعزيز صمود المجتمعات المحلية في سوريا من خلال تقديم الخدمات التي تشتد الحاجة إليها، قد قامت بالتدخل لمساعدة المزارعين والأسر الأكثر ضعفاً في المجتمعات المضيفة للنازحين في محافظة إدلب لتعزيز قدرتهم على إنتاج المحاصيل والأغذية المتنوعة والضرورية لإطعام أسرهم وأطفالهم.

الدكتور منذر منسق برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش في مؤسسة إحسان عبّر عن استراتيجية ورؤية المؤسسة للمشاريع التي تنفذها بقوله: “إن السلال الإغاثية والاستجابة الطارئة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، لذا لا بد من إطلاق مشاريع تساعد المجتمعات المحلية على العمل بأيديها لتلبية احتياجاتها من الأغذية. نحن نحاول أن نساعد الناس على الصمود والاعتماد على ذاتهم للبدء في توليد دخلهم الخاص.”

مشروع إحسان الجديد لدعم الزراعة بالتعاون مع منظمة ACTED الدولية يتضمن جانبين:

الجانب الأول يتم فيه تقديم الدعم لـ 3600 عائلة لزراعة الحدائق المنزلية من خلال تزويدهم بالبذور وشبكات الري بالتنقيط وخزانات وأدوات زراعية. هذا الجانب من المشروع سيمتد على مدة 3 سنوات بحيث يكون في كل سنة مستفيدين جدد، وستحصل كل أسرة مستفيدة على مجموعتين من مدخلات البستنة في السنة لموسمي الشتاء والصيف، وتكفي لمساحة حدائق حوالي 1 دونم وتوفر مكملًا إضافيًا للاحتياجات الغذائية لكل أسرة.

ويأتي تقديم المدخلات للمستفيدين على شكل قسائم موزعة على فصلي الصيف والشتاء، يمكن استبدالها بمجموعة أدوات ومدخلات لزراعة الحدائق تم تصميمها ودراستها مسبقًا واستبدالها عن طريق مؤسسة إكثار البذار بالتعاون مع المجالس المحلية في القرى المستهدفة. ستوفر هذه المجموعات المواد اللازمة للأسر لزيادة قدرتها على الوصول إلى الغذاء منخفض التكلفة وتحسين تنوعها الغذائي.

السيدة أم رامي تم تهجيرها مع أطفالها الأربعة من ريف حلب الجنوبي باتجاه محافظة إدلب، ولا تملك مصدر دخل بعد غياب زوجها منذ سنتين مما اضطرها للعمل في الأراضي الزراعية المجاورة للبلدة التي تسكن فيها، وهذا ما أثار اهتمامها لتقوم بزراعة قطعة الأرض الصغيرة الملحقة بمنزلها المؤقت الذي تقيم فيه مع أولادها بعد أن تم قبول طلبها للاستفادة من مشروع دعم الزراعة في الحدائق المنزلية الذي تقيمه مؤسسة إحسان.

تقول أم رامي: “أنا متحمسة جداً للبدء بزراعة الحديقة خلف منزلي، هكذا ستحصل أسرتي على الخضراوات التي تحتاجها في غذائها بدلاً من الحصول عليها بسعر مرتفع من السوق.”

كما يتضمن هذا الجانب إقامة مدارس حقلية للمزارعين يتم فيها تقديم 6 تدريبات عملية تجرى في الحقول للمزارعين خلال مدة المشروع . يتم فيها التركيز على الممارسات الزراعية والتطبيقات العملية والتقنيات الزراعية الذكية بشكل عملي. وستقام التدريبات كل سنة في موعدين، تدريب قبل موسم الزراعة وتدريب قبل موسم الحصاد كما سيتم استكمال التدريبات اللاحقة لتشمل تبادل الخبرات من السنة السابقة لتعزيز عملية المراجعة وتحسين برنامج الزراعة. وتشمل التدريبات مواضيع حول رعاية النبات وتقنيات الحصاد وتقنيات جمع البذور وإنتاجها حتى يتمكن المزارعين من الاستمرار بأنفسهم بعد نهاية المشروع.

وأما الجانب الثاني من المشروع فيهدف لدعم المزارعين بالفلاحة والتدريب في محافظة إدلب، حيث يتم تقديم خدمة الفلاحة لمزارعي الزيتون. ويسيتفيد من هذا النشاط 257 فلاح من مزارعي الزيتون متوسطي القدرة، أي ما يعادل 1250 دونم. بالإضافة إلى تقديم الدعم في زراعة القمح للمزارعين من خلال تزويدهم بالمدخلات الزراعية وإقامة تدريبات عملية لنحو 140 مزارع.

قسائم الغذاء، مساعدة للعوائل ودعم للاقتصاد المحلي

By | برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش, أخر الأخبار

صالح المعيل لعائلته المؤلفة من زوجة وأربعة أطفال يذكر المعاناة التي عايشتها أسرته في تأمين الغذاء بعد نزوحهم من بلدتهم في ريف حماه باتجاه ريف إدلب: ” طفلتي الصغرى لم تكن تحصل على ما يكفي من الغذاء, فهي لا تريد أن تأكل نفس الوجبة كل يوم من المعلبات التي حصلنا عليها من السلة الإغاثية”. عائلة صالح مثل الكثير من العوائل النازحة التي لا تملك إلا خيار الحصول على الغذاء من المعلبات التي يحصلون عليها من المنظمات الإنسانية التي تستجيب لحالات النزوح المستمرة في سوريا.

بالواقع فإن سوريا هي واحدة من أكثر المناطق التي يغيب فيها الأمن الغذائي للسكان، فبحسب الأمم المتحدة ما يزال أكثر من 13 مليون شخص بحاجة للمساعدة وأكثر من 6 مليون نازح في سوريا. ولكن الوضع لم يكن كذلك على الدوام، فقبل سبع سنوات كانت سوريا من أكثر بلدان المنطقة استقرارا من الناحية الغذائية ومنتجاتها الزراعية التي كانت فخرا للفلاح السوري ويكثر الطلب عليها للتصدير، وسكان سوريا كانوا معتادين على تنوع غذائهم لتنوع الأطعمة في المطبخ السوري الشهير.

الوضع الآن اختلف بعد سنوات الحرب والقصف واستهداف البنى التحتية في المناطق التي لا تخضع لسلطة الحكومة السورية، فأنظمة الري تعطلت والفلاحون هجّروا من أراضيهم والأسعار قفزت بشكل هائل مع ارتفاع نسبة البطالة، فالمواطن السوري اليوم لا يملك ما يكفي لشراء الحاجات المتنوعة التي كانت تعتبر من أساسيات البيت فيما سبق، وملايين الأسر السورية تعاني من نقص حاد في الغذاء.

في نهاية عام 2017 أطلقت مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية بالتعاون مع WHH وبتمويل من وزارة الخارجية الألمانية مشروع دعم الأمن الغذائي في الشمال السوري. حيث يقوم فريق إحسان والذي يعمل في محافظة إدلب التي تستضيف عددا كبيرا من النازحين بتوزيع القسائم الغذائية بشكل شهري لنحو 3700 عائلة في المجتمعات المضيفة للنازحين. وتتيح القسيمة الغذائية المقدمة للعوائل المستحقة أن تقوم بصرف قيمة القسيمة البالغة 50$ مقابل ما تحتاجه من مواد غذائية في المتاجر التي تعاقدت معها مؤسسة إحسان لصرف القسائم.

صالح وأسرته كانوا سعداء جداً باستلام القسائم الغذائية وابنته الصغرى “سميرة” تحسنت وصارت أكثر إقبالاً على الغذاء.

إلا أن مشروع إحسان للقسائم الغذائية لا يهدف فقط إلى مساعدة الأشخاص الذين يقاسون شدة الجوع في سوريا، بل أيضا إلى الدفع بعجلة الاقتصاد المحلي من خلال بناء الشراكات مع المزودين المحليين.

يقول أحد أصحاب المخازن المحلية ، السيد عبد الحي: “الآن أستطيع تسديد ديوني وتسديد ثمن العلاج لزوجتي التي فقدت قدمها، حركة البيع والشراء ازدادت بشكل كبير في المتجر وفي السوق بشكل عام. ربما أقوم قريبا بتنويع السلع في المتجر لتلبي حاجة الزبائن الذين يأتون حاملين القسائم الغذائية المستلمة من مؤسسة إحسان.”

مع انتهاء مشروع توزيع القسائم الغذائية في نهاية الشهر المقبل والذي ساهم في تخفيف معاناة الأسر النازحة لتأمين الغذاء وأسهم في تحسين حركة الاقتصاد المحلي، فإن الأسباب الجذرية للأزمة لم يتم معالجتها حتى الآن. فسوريا ما تزال تحت وطأة الحرب وبعيدة عن الاستقرار ومعظم السكان يعانون من الفقر والبطالة، وحالات التهجير وموجات النزوح ما تزال مستمرة.

بعبارة أخرى فإن سوريا لديها احتياجات جادة لإقامة برامج مستدامة لمعالجة الفقر وانعدام الأمن الغذائي مع استجابات متكاملة تجمع بين المدى القصير والبعيد، وتجمع بين الاستجابة الطارئة لحاجات السكان مع بناء أساليب التكيف ودعم الصمود لهم ومساعدة الأسر على انتشال نفسها من دائرة الفقر. وهذا ما تقوم به مؤسسة إحسان من خلال المشاريع التي تنفذها بهدف تعزيز القدرات المحلية وتمكينهم ليمتلكوا أدوات الإنتاج بأيديهم.

فريق إحسان يعقد ندوات تدريبية للمزارعين ضمن مشروع الزراعات البينية في ريف حمص الشمالي

By | برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش, أخر الأخبار

في سوريا يعتمد الفلاح في عيشه على ما تجود به أرضه في كل موسم، إلا أن ظروف الحرب القاسية دفعته للبحث عن طرق جديدة لاستثمار الأرض بالشكل الأمثل الذي يعوض عن نقص الغذاء وصعوبة العيش وفي سبيل تحقيق أكبر عائد للمحصول. إحدى الطرق العلمية التي يعتمد عليها الفلاح في زيادة الإنتاج هي طريقة الزراعة البينية.

الزراعة البينية هي ممارسة زراعية معروفة في الزراعة المستدامة، والميزة الرئيسية لهذه الزراعة هي زيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية المتاحة وزيادة إجمالية في إنتاجية المحاصيل، مقارنة مع زراعة محصول واحد. ومثال ذلك زراعة المحاصيل البقولية في المساحات الموجودة بين الأشجار المثمرة والتي تعود على التربة بفائدة كبيرة من حيث تجديد خصوبتها، كما يعدّ إدراج البقول في نظم المحاصيل المتعددة، مثل الزراعة البينية أو تناوب المحاصيل البسيط، مهماًّ بالنسبة لإدارة مغذيات التربة إدارة مستدامة، ولتحسين بنية التربة، وخطوة هامة نحو ممارسات زراعية أكثر استدامة. وهو في غاية الأهمية بالنظر إلى ضرورة تكثيف الإنتاج الغذائي وفي الوقت نفسه استخدام الموارد الطبيعية أفضل استخدام وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

وفي ريف حمص الشمالي الذي عانى من آثار الحرب القاسية وما يزال يعاني من ظروف الحصار وصعوبة إدخال المواد الأولية للزراعة، أطلقت مؤسسة إحسان مشروع دعم الزراعات البينية في قرى الرستن وتلبيسة في ريف حمص لتقديم الدعم لـ 400 عائلة بمشروع الزراعات البينية بين الأشجار المثمرة لزراعة ما يزيد عن 1100 دونم عن طريق تزويد المزارعين بالمدخلات الزراعية (بذور، أسمدة، مبيدات) وتقديم خدمة فلاحة الأرض بالمحراث بالإضافة إلى دعم جزئي للري. حيث يهدف المشروع إلى دعم الشرائح الأكثر ضعفاً والوصول إلى المناطق المحاصرة في سوريا لتعزيز صمود السكان وتحسين الوصول الآمن للغذاء فيها.

وتجري مؤسسة إحسان ندوات تدريب حقلي للمزارعين ضمن مشروع الزراعات البينية، بهدف زيادة الخبرة العملية بتطبيق أفضل الممارسات الزراعية الحديثة في خدمة المحاصيل البقولية وأشجار الزيتون. ويغطي التدريب بشكل عملي كافة المواضيع المتعلقة بطرق الزراعة الحديثة واستخدام الآلات ومواعيد البذار والتسميد ومكافحة الأمراض وتقنيات الري الحديث. الحاج أبو صالح الذي كان حاضراً في الندوة تحدّث عن الدافع لحضوره: ” بإمكاننا انتظار سلة المساعدات الغذائية، أو بإمكاننا زراعة ما نحتاجه بإيدينا. بالنسية لي فأنا أفضّل أن آكل مما أزرع في أرضي. ولأن المزارع عندما بقدم الأفضل لأرضه ويرعاها بالممارسات الزراعية الصحيحة فإنها ستعود عليه بمحصول أفضل وخير أكبر.”

وتأتي هذه الندوة التدريبية بعد أن تمكن فريق المشروع من إنجاز المراحل السابقة بنجاح والتي تضمنت في البداية مرحلة تسجيل المزارعين ضمن قوائم المشروع ومن ثم إجراء جولات التفقد الحقلي وعمل التجارب القياسية لاختبار جودة البذار والأسمدة قبل توزيعها على المزارعين، جرى بعدها اختتام مرحلة الحراثة لحقول المزارعين ورش الأسمدة ونثر البذار التي تم توزيعا سابقا للمزارعين تحت إشراف المهندسين الفنيين وأخذ القياسات المعيارية وفق الأساليب الحديثة للحراثة والبذار.

مشروع النقد مقابل العمل – ترميم الفرن الآلي في الرستن

By | برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش, أخر الأخبار, المقاطع المصورة

هل سبق لك أن قابلت مواطناً سورياً؟
التعريف اللغوي: ا̶ل̶م̶و̶ا̶ط̶ن̶ ̶ا̶ل̶م̶ق̶ي̶م̶ ̶ف̶ي̶ ̶س̶و̶ر̶ي̶ا̶،̶ ̶أ̶و̶ ̶ش̶خ̶ص̶ ̶م̶ن̶ ̶أ̶ص̶ل̶ ̶س̶و̶ر̶ي̶.
التعريف الواقعي: إنسان يحول المواد بحرفية إلى منحوتات رائعة رغم القصف والحصار. مع ندرةٍ لحقوقه الطبيعية و وفرة التخاذلات على الصعيد الدولي.
دعم صمود الشعب السوري لا يكون فقط بتقديم المعونات الجاهزة ، بل إنه يفضل إتاحة الفرص أمام أبنائه لبناء المشاريع التي تخدم مجتمعاتهم. فرغيف الخبز المشبع هو ثمرة التعاون والعمل.
شاهد كيف نجحت مؤسسة إحسان باستثمار جهود 250 عامل في مشروع (النقد مقابل العمل) لإعادة تأهيل الفرن الآلي في مدينة الرستن – ريف حمص الشمالي.