قاسم الذي يبلغ من العمر 12 عاماً هو أكبر إخوته الخمسة. بسبب الحرب والقصف المستمر أجبرت عائلة قاسم على النزوح من منزلهم في محافظة حماه متوجهين إلى مكان أكثر أمناً في الشمال السوري حتى استقر بهم الحال في نهاية المطاف في مخيم للنازحين في منطقة حارم في محافظة إدلب.
تجربة النزوح القسري حرمت قاسم من مواصلة تعليمه والذهاب إلى المدرسة، ومن أصدقاء يلعب معهم. كثيراً ما يجلس قاسم وحيداً ليفكر في الملعب الذي اعتاد أن يقضي فيه معظم وقته، فيخبرنا قاسم بعباراته البسيطة: “اشتقت إلى مدرستي وإلى حقل أشجار الزيتون الذي تملكه عائلتي، اشتقت إلى منزلي.. اشتقت لكل شيء في بلدتي”، إلا أن الشعور بالوحدة هو ما كان يعاني منه قاسم أكثر من أي شيء آخر.
يحدثنا والد قاسم الذي تملكه شعور بالقلق تجاه ابنه البكر: ” لقد مرت عائلتي برحلة نزوح طويلة وقاسية، وأنا قلق على مستقبل أطفالي لبقائهم بدون مدرسة أو دراسة طوال هذه المدة”.
مشاعر الوحدة والحزن التي كانت تملأ قلب قاسم اختفت مع وصول فريق الحماية الجوال لمؤسسة إحسان إلى المخيم حيث أطلق الفريق سلسلة من الألعاب الجماعية. وبشكل مفاجئ انتشرت السعادة بين الأطفال، وبدأ قاسم هو وأخوته باللعب مع الأطفال الآخرين، لقد تناسوا محنة النزوح التي يعيشونها ولو لفترة وجيزة.
كما قام فريق الحماية الجوال في مؤسسة إحسان بدعم خيمة التعليم المؤقتة الموجودة في المخيم بالأدوات اللازمة من وسائل إيضاح كما قدموا للأطفال الكتب والحقائب والقرطاسية، قاسم وباقي أطفال المخيم عادوا مرة أخرى المدرسة ومتابعة التعليم.
يحلم قاسم بحياة أكثر استقراراً وبالعودة لأشجار الزيتون و منزلهم القديم و أن يكمل دراسته ليكون أستاذاً في مدرسة قريتهم.
بتمويل من صندوق الدعم الإنساني للأمم المتحدة تقوم مؤسسة إحسان بتنفيذ استجابة حماية طارئة للنازحين من خلال تقديم خدمات الفريق الجوال في الشمال الغربي من سوريا، وقد تمكننا من الوصول إلى نحو 50,000 مستفيد من النازحين بخدمات متنوعة من جلسات التوعية والدعم النفسي وإدارة الحالة والأنشطة الترفيهية للأطفال.