ياسمين طفلة سورية عمرها 12 عام ، تعيش مع أمها وأختها ؛ عاشت ياسمين ويلات الحرب ومرّت بظروف صعبة جداً بسبب القصف والنزوح وموت الأب. أصبحت ياسمين تعاني من الخوف من كل شيء ، فقدت احساسها بالأمان، وبدأت تعاني من الكوابيس المزعجة المتكررة.
أكثر ما يعكر حياتها هو خوفها على أخوتها ، فهي تراهم كل يوم في الكوابيس أنهم استشهدوا. قالت ياسمين: (أنا بخاف على أخواتي كتير كل يوم بشوفن ماتوا)
و أعيش بمكان غير آمن ولا أنام بالليل ، عندما أضجع على الفراش تبقى عيوني مفتوحة ولا أنام الا عندما أصل لمرحلة تعب شديد وعندما أنام أبدأ برؤية الكوابيس المخيفة، أرى أبي قد جاء وأخذ أخوتي وتركوني لوحدي. لا أشعر بالارتياح وقلقة دائما على أخوتي وأرى في نومي الرجل الذي يقصف يقتلهم كل يوم.
لا أريد خسارتهم فأنا قد خسرت والدي ومدرستي وكثير من الأشياء التي أحبها ،ولا أريد أن أبقى وحيدة. وعندما حدّثت ياسمين أختها عن الكوابيس قالت لها أن المنامات تحقق إن شاهدتها بعد صلاة الفجر وهذا ما زاد من خوفها كثيراً، لأنها ترى هذه الكوابيس بعد الفجر.
ياسمين أصبحت تائهة وخائفة وانعزالية لا تحدث أحد وليس لديها أصدقاء ومتلبكة بشكل دائم حتى عندما تتحدث يرجف صوتها ويديها
التحقت ياسمين بمركز حماية الطفل منذ شهر ونصف تقريباً وأول جلسة حضرتها كانت تتحدث حقوق الطفل عرفت يومها أن لديها حقوق كثيرة محرومة منها.
عندما أنهت المشرفة جلسة حقوق الطفل طلبت من الأطفال أن يخبروها إن تعرضوا لأي شيء يزعجهم أو تعرضوا لأي اساءة من أحد.
وبعدها جاءت ياسمين وطلبت الجلوس معها، بدت ياسمين خائفة ترتجف، أخبرتها أنها لا تستطيع النوم وتريد منها المساعدة.
وبعد أن طمأنتها وأخبرتها بأنها ستساعدها وبأنها ليست لوحدها. أحست بالثقة وبدأت تخبرها أكثر عن حياتها وبدأت بجلسات مع الأخصائية النفسية في المركز.
في البداية لم تقبل ياسمين المشاركة بالأنشطة الجماعية مع باقي الأطفال ولكن بعد عدة جلسات فردية معها ومحاولة مساعدتها عن طريق بعض أساليب الدعم النفسي
وبعد أن تواصلت الأخصائية مع أهل الطفلة وشرحت لهم حالتها وأعطتهم بعض التوجيهات لمعاملتها بطريقة صحيحة وإبعادها عن وسائل الاعلام والاحاديث التي تتكلم بشكل دائم عن الحرب. ومتابعة الحياة بشكل طبيعي قدر الامكان، بدأت ياسمين بالمشاركة بالأنشطة الجماعية وبدأ تتفاعل مع باقي الأطفال وأصبح لديها أصدقاء كثر في المركز تحبهم وتلعب معهم. بدأت ياسمين بعد شهر بالعودة لحياتها الطبيعية ، أحستّ بالأمان وبدأت تنام بشكل جيد. وعندما التحقت بالانشطة بدأت تعبر عن كل ما بداخلها عن طريق الرسم واكتشفت موهبتها بالرسم فصارت ترسم رسومات جميلة وكل ورقة وقلم تمسكهم تحولها إلى رسمة معبرة في عالمها الصغير.
ياسمين اليوم تتنمى أن تكبر وتكمل تعليمها وتصبح رسامة ، وأن تعيش مع عائلتها وأصدقائها في بلد آمن دون خوف و رعب، وتنام بدون صوت القصف والطائرات.