خلال سنوات الحرب التي تعيشها سوريا، عانى النازحون وما زالوا يعانون في المخيمات من شح مياه الشرب مما أثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. فبعض الأمور التي نعتبرها من المسلمات في حياتنا ولا نلقي لها بالاً، تشكل صراعاً يومياً لدى آلاف العوائل السورية النازحة.
وفي بعض المخيمات، فإن الوسيلة الوحيدة للحصول على مياه الشرب للاستمرار في الحياة هي عن طريق الصهاريج التي تصل إليها من أماكن بعيدة، وخاصة مع خروج معظم محطات المياه عن الخدمة نتيجة تعرضها للدمار جراء الحرب والقصف المستمر.
الجفاف وشح مياه الشرب أدى إلى العديد من المشاكل الخطيرة التي تواجه مجتمعات النازحين في مخيمات إدلب، فقلة المراعي ومياه الشرب كان له مردود سلبي على المواشي والمزروعات، مما يهدد الأمن الغذائي لسكان المنطقة بشكل مستمر بالإضافة لزيادة حالات سوء التغذية لدى الأطفال.
تقوم مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية عن طريق برنامج المياه وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الدولي لحالات الطوارئ للأطفال UNICEF، بالاستجابة الطارئة للعوائل النازحة في مخيمات ريف إدلب وحماه وريف حلب الغربي، وذلك عن طريق تزويدها بشكل يومي بصهاريج المياه الصالحة للشرب تكفي لنحو 10 آلاف عائلة بحجم مياه يصل إلى 1250 متر مكعب يومياً. بالإضافة إلى قيام فريق المشروع بتأهيل وإصلاح محطتي المياه في سراقب وبنين وتزويدها بالوقود اللازم للعمل.
يقول أبو يحيى، وهو المعيل لأسرته المكوّنة من زوجته وأطفاله الثلاثة: “طالما تستمر شاحنات المياه بالقدوم فيمكننا التحمل، أما إذا انقطعت عنا لمدة أسبوع فسيصبح الوضع كارثياً وسنضطر معه للنزوح إلى مكان آخر. كما ترون فإن النزوح لا يتعلق بالأوضاع الأمنية فحسب وإنما بتوافر أسباب الحياة أيضاً “
من جانبه قال م.محمد مسؤول المشروع في قسم المياه ضمن مؤسسة إحسان: ” توفير الماء للمخيمات ضروري لحياة الأهالي التي تعيش ضمن أقسى الظروف، ليس فقط للشرب، فالماء ضروري لرفع مستوى النظافة وخاصة في حالة النزوح. وقد استجابت مؤسسة إحسان بالتعاون مع اليونسيف للاحتياجات العاجلة للنازحين والمجتمعات المضيفة في الشمال السوري من خلال مشروع متكامل في المياه والنظافة والدعم الشتوي للعوائل الأكثر حاجة ضمن هذه المجتمعات”.
وإلى جانب العمل على تأمين المياه للمستفيدين بطرق مختلفة فإن المشروع يتضمن أيضاً تنفيذ عدد من النشاطات بهدف النهوض بمستوى النظافة لدى العائلات النازحة في كل من المخيمات ومجتمعات النزوح، عن طريق توزيع حاويات لجمع القمامة وتعزيل الحفر الفنية والصرف الصحي في المخيمات وبناء دورات المياه، وجمع النفايات من المخيمات عن طريق الشاحنات وتفريغها في مكبات مخصصة بعيدة عن المخيمات بهدف رفع سوية النظافة ضمن مجتمعات النزوح.
بالإضافة إلى ذلك قام فريق المشروع بتوزيع حبيبات تعقيم المياه على العوائل ضمن المخيمات، كما سيتم خلال الفترة القادمة تركيب خزانات مياه وتوزيع سلال نظافة وسلال الألبسة والبطانيات في عدد من المخيمات في ريف إدلب وريف دمشق.