من نزوح إلى نزوح تستمر معاناة السوريين. يأملون العودة إلى بيوتهم يوما ما، أما الآن فإن العوائل تمضي أيامها في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
الحرب التي زهقت فيها حياة ما يزيد عن 400 الف نسمة ونزح حوالي 11 مليون مدني من منازلهم، مما تسبب في أزمة إنسانية عميقة في البلاد وعموم المنطقة.
أساسيات الحياة كالماء والمأوى هي أمور يصعب الحصول عليها بالنسبة للنازحين، والكثير من الأطفال حرموا من مدارسهم وأي شكل من أشكال الاستقرار. حرارة الصيف وبرد الشتاء القارس تجعل حياة النزوح أصعب وأصعب. وأحيانا تبدو آثار الصراع على الناس بشكل لا يحتمل تصوره.
لكن هناك حقيقة واحدة وبسيطة؛ إن ملايين السوريين بحاجة لمساعدتنا.
وفقا لتقرير للأمم المتحدة فإن تلبية الاحتياجات العاجلة للسوريين الأكثر ضعفاً يتطلب 4.6 مليار دولار فقط في عام 2017 إلا أنه لم يتم تأمين سوى نصف هذا المبلغ من الجهات الداعمة.
المجتمعات المضيفة للنازحين كالتي توجد في إدلب وريف حلب الشمالي استقبلتهم وقدمت لهم المأوى، إلا أن ذلك لا يكفي لتلبية الحاجات الأساسية للأسر النازحة. السلع والخدمات غالية الثمن ويصعب الحصول عليها في العديد من المناطق التي دمرتها الحرب.
والسؤال المصيري الذي يواجه رب الأسرة مثل معتز هو كيف سأطعم عائلتي اليوم؟
معتز الذي نزح من ريف حماه الشمالي استطاع تأمين فرصة عمل بدخل متواضع في محاولة لدعم أسرته لكنه لا يستطيع تقديم ما يكفي لهم من الغذاء بسبب ارتفاع الاسعار.
تقول زوجة معتز: ” عندما ينتهي الطعام عندنا أرسل أطفالي ليستعيرو بعض الحاجات من الجيران. وفي بعض الأحيان أقوم أو يقوم زوجي بالامتناع عن الطعام لكي يأكل أطفالنا”
هذا ما كان يحصل مع عائلة معتز حالهم كحال الكثير من الأسر النازحة قبل أن تطلق مؤسسة إحسان مشروعها في توزيع السلال الغذائية المدعومة من برنامج الغذاء العالمي. حيث يقوم فريق إحسان بتقديم سلال الغذاء الشهرية لـ 19982 عائلة في كل من الأتارب ودارة عزة واعزاز في المخيمات وضمن المجتمعات المضيفة للنازحين.
وتقوم هذه السلال بتوفير شريان حياة رئيسي لمعظم هذه العوائل، ومع تلبية حاجات الغذاء أصبح الآن بإمكان معتز أن يوفر لعائلته حاجاتها الأساسية الأخرى إلى جانب الغذاء.
يقول معتز: ” الآن لم أعد أقلق كثيرا حيال الحصول على الغذاء كيف ومن أين. فمركز توزيع السلال الغذائية التابع لمؤسسة إحسان قريب من بيتي.”
ما الذي يمكننا فعله أيضا؟
في العديد من مناطق عملها تقوم مؤسسة إحسان بتنفيذ مشاريع الأمن الغذائي ودعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة لمساعدتها على تلبية احتياجاتها وتقليل اعتمادها على المساعدات. حيث تعمل مؤسسة إحسان في عدة مشاريع لدعم وتأهيل المخابز ومنشآت الأمن الغذائي ومساعدة الأهالي وتدريبهم على تعلم مهارات البستنة وزراعة الحدائق المنزلية ودعم المزارعين ومشاريع النقد مقابل العمل.